لماذا تعطلت اقتناءات التجهيزات الصحية المبرمجة ضمن نفقات حساب أموال المشاركة للتوقي من الجوائح الصحية ؟؟ل
قام صباح اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر مرصد رقابة بتوجيه مراسلة الى السيد رئيس الحكومة لمطالبته بتحمل مسؤوليته الكاملة والتسريع في انجاز النفقات الاستثنائية المبرمجة في مجال التجهيزات الطبية ووسائل النقل الطبية للتوقي من وباء الكورونا.
وجاءت المراسلة بعد التقرير الذي نشرته وزارة الصحة قبل أيام معدودة وأظهرت فيه أن نسبة صرف الاعتمادات التي تم ايداعها في #صندوق_الكورونا لا تمثل سوى الربع. وأن نسبة انجاز الاقتناءات في التجهيزات مازالت الى حد اليوم صفر. حيث مازالت تنتظر انتهاء اجراءات طلبات العروض لأسابيع أخرى. رغم الطابع الاستثنائي والاستعجالي جدا لهذه الاقتناءات في ظل الانتشار السريع للوباء في موجته الثانية والضغط الكبير على التجهيزات القليلة المتوفرة والطواقم الطبية العاملة عليها والمعاناة الكبرى للمصابين بالمرض من الجهات الداخلية الذين يتم تحويلهم الى المنستير وسوسة والعاصمة!!
يوم 29 مارس الماضي نشرنا تدوينة استغربنا فيها من سبب عدم لجوء الحكومة لتفعيل الفصل 49 (مطة 2) من الامر 1039 لسنة 2014 المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية الذي يخول للمشتري العمومي انجاز صفقته بالتفاوض المباشر بالنظر لاقتضاء المصلحة الوطنية ذلك. وقلنا أن عدم استعمال هذا التسهيل لا علاقة له بحرص مزعوم على الشفافية واحترام مبادئ النزاهة والمنافسة.
بعد تلك التدوينة بيومين صدر منشور رئيس الحكومة عدد 10 المؤرخ في 31 مارس 2020 والمتعلق بالاجراءات الاستثنائية للصفقات العمومية في اطار الحجر الصحي العام الذي أكد على تفعيل ذلك الفصل وعلى تسهيل وتسريع اجراءات الشراء العمومي في مجال الأدوية والمواد والتجهيزات.
وقام وزير الصحة اثر ذلك (القرار الصادر بتاريخ 6 افريل 2020) باحداث لجنة للاشراف على حوكمة التصرف في “صندوق الكورونا” تضم ممثلين عن وزارات وهياكل عديدة وعن اتحاد الشغل ومنظمة الاعراف وذلك لمراقبة صرف اعتمادات الصندوق وضمان الشفافية.
ورغم كل ذلك تعطلت الاقتناءات ودخلت مسار البيروقراطية بآجال أطول من الاجال العادية أحيانا، رغم توفر الاعتمادات في الصندوق المذكور. حيث بلغ مجموع الموارد المودعة فيه 186 مليون دينار في منتصف أفريل الماضي ووصل اليوم الى قرابة 200 مليون دينار.
مؤسف جدا أن تظل الاعتمادات الاستثنائية معطلة في ظل وضع استثنائي جدا، بما تسبب في فقدان أرواح عديدة وفي معاناة كبرى للمواطنين المبتلين بالمرض وللجيش الأبيض الموجود في جدار الصد لهذا الوباء الكوني.
كل أملنا أن تحرك مراسلتنا هذه السواكن وتدفع المسؤولين التحلي بالشجاعة الكاملة لاتخاذ القرارات الاستثنائية المتلائمة مع الوضع الاستثنائي.
وربي يحفظ البلاد والعباد.
26