الحريق المفتعل لعدد من القاطرات القديمة التابعة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية الخارجة من الاستعمال والمعدة للبيع ك “فيراي” الذي حصل اليوم في نابل هو جريمة تامة الأوصاف.
واضح جدا أن العملية مقصودة وتتعلق بمحاولة #صابوطاج للشركة وخاصة للرئيس المدير العام شهاب بن أحمد الذي يواجه هذه الأيام كل أنواع الضغط والهرسلة من طرف بعض النقابات والعصابات والوزير المتحالف معهم لثنيه عن الخطوات الجريئة التي كثف منها في اطار اصلاح المؤسسة وفرض علوية القانون والقضاء على كل أشكال التبوريب والتجاوزات.
بالعودة الى موضوع القاطرات المحروقة، القاطرات التي خرجت من الاستعمال كانت تباع فيراي بطرق غير شفافة ضمن شبكة علاقات ومصالح. وهذه المرة قرر الرئيس المدير العام التفاوض بشأن بيعها الى مصنع الفولاذ بثمن أرفع من السابق بمرات عديدة جدا.
هذه العملية جاءت بالتوازي مع اعلان جامعة السكك الحديدية الدخول في اعتصام مفتوح بسبب احالة الكاتب العام للجامعة العربي اليعقوبي وعدد من زملائه على مجلس التأديب بعد أن تم ايقاف اجورهم وامتيازاتهم غير المشروعة عند رفضهم الالتحاق بعملهم غداة انهاء تفرغهم النقابي غير القانوني. ويأتي ذلك التحرك في سياق لقاء أمين عام اتحاد الشغل بالسيد رئيس الحكومة للضغط بأقصى القوة للتخلص الرئيس المدير العام في اطار التوازنات الداخلية في الاتحاد وحرص الطبوبي على ضمان تصويت جامعة السكك لصالحه في المؤتمر القادم.
رضوخ رئيس الحكومة لهذه التهديدات المتزامنة مع العمل الاجرامي ضد ممتلكات السكة سيكون مؤشرا كارثيا على غياب الارادة والضعف والهوان وسبوجه رسالة مدمرة لمعنويات اطارات وأعوان الدولة ومؤسساتها مفادها أن من يجتهد ويحاول الاصلاح وفرض القانون لن يكون محميا من الحكومة وسيكون مصيره الابعاد لارضاء جهات لا تعنيها مصلحة الدولة ولا الشعب ولكن مصالحها الفئوية الضيقة.
#الامتحان