قام وزير النقل معز شقشوق بزيارة معلنة إلى فضاء الشحن بمطار تونس قرطاج، بعد زيارة أولى غير معلنة نهاية الاسبوع الماضي.
مرصد رقابة الذي يسلط المجهر على تحركات الوزير وسكناته على علم بالخفايا الحقيقية لهذه الزيارات وبعملية التفاوض التي سبقتها. وسنعلم الرأي العام بتلك الخفايا التي لا علاقة لها بالكلام الذي تضمنته بلاغات الوزارة في صفحتها الرسمية على الفيسبوك.
اليكم بعض التوضيحات على الحساب حتى نفتح الكتاب: الهدف من الزيارة كان الاعداد النفسي والقانوني لتمكين أنيس الرياحي صاحب شركة الشحن الجوي السريع Express Air Cargo من مطالبه بخصوص معالجة الشحن المعد للتوريد، وفتح الباب لتلبية مطالبه العالقة المتعلقة بمشروع إنشاء مركز صيانة طائرات البوينغ ومركز تحويل الطائرات المخصصة للركاب إلى طائرات للشحن الجوي في النفيضة.
أنيس الرياحي هو أمين مال حزب نداء تونس سابقا وحصل بمقتضى ذلك على رخصة شهادة المشغل الجوي من طرف الوزير الأسبق زميله في الحزب أنيس غديرة. ثم انحاز الى يوسف الشاهد ورافقه في رحلته الى أمريكا حيث وقع بحضوره اتفاقية مع شركة بوينغ. وتمكن بفضل علاقاته السياسية من تطوير نشاطه في التصدير، وفي الحصول على عقد إشغال وقتي لبناء واستغلال مخازن في فضاء مطار تونس قرطاج لمدة عشرين عاما من طرف ديوان الطيران المدني والمطارات بهدف معالجةالشحن المعد للتصدير وباستعمال طائرتيه الخاصة فحسب. وكان قد تعرض لاحتجاجات كبرى من نقابات الخطوط بسبب المعاملة الاستثنائية التي حظي بها على حساب الناقلة الوطنية قبل أن تخمد التحركات بعد أن تم اطعام بعض الباندية النقابيين حسب معطيات من الخطوط.
واليوم يطمح أنيس الرياحي في تطوير أنشطته ليس فقط بزيادة الاستثمارات وتطوير الخدمات، وانما أيضا بالتعويل على تدهور خدمات الخطوط الفنية التابعة للتونيسار وصولا الى التفويت فيها وفي محطتها الكبرى في مطار قرطاج.
طيب وما دخل الوزير شقشوق في الحكاية ؟
مرصد رقابة على علم بخفايا الاتصالات المكثفة التي حصلت أخيرا من طرف قيادات حزب القروي، الذي لجأ اليه الرياحي، مع رئيس الحكومة المشيشي ومع الوزير شقشوق بخصوص تلبية مطالب أنيس الرياحي الطامع في الهيمنة على قطاعي الشحن الجوي والصيانة الفنية في البلاد.
المرصد لديه فكرة واضحة عن الوعود والتطمينات التي منحت للوزير شقشوق (الموضوع على قائمة الوزراء المعنيين بمغادرة الحكومة بعد تمرير قانون المالية اخر السنة) مقابل تمكين أنيس الرياحي من فرص مداخيل بعشرات المليارات دون وجه حق. ولدينا تصور للثمن الذي وعد به أنيس الرياحي تلك الجهات السياسية الداعمة ان تحققت مطالبه.
مرصد رقابة على علم بكل تفاصيل الملف وبكل التحركات التي تدور حاليا في القصبة وفي الوزارة وسيواجه عملية التلاعب والابتزاز والتشابك المالي السياسي اعلاميا وقضائيا إن اقتضى الأمر.