تواطئ البنك المركزي مع التوافق المخالف للقانون بين البنوك التونسية العمومية والخاصة

تفاعل محافظ البنك المركزي في تصريح اذاعي يوم 1 فيفري الجاري مع ما نشره مرصد رقابة من حصول توافق مخالف للقانون بين البنوك التونسية العمومية والخاصة من أجل توظيف فوائض اضافية على اقساط القروض المؤجلة بناء على مناشير من البنك المركزي ومرسوم من رئيس الحكومة بتواطئ من البنك المركزي والحكومة.

السيد محافظ البنك المركزي دافع عن سلوك البنوك، معتبرا أنه من الطبيعي أن يكون للتأجيل كلفة وان يتحمل الحرفاء الكلفة “لأن البنوك لا تخلق الاموال وانما تتحصل عليها بكلفة”.. واعتبر أن اجراءات “المساندة” كانت عامة وتشمل جميع حرفاء البنوك، وكان على من لا يرغب في التمتع بها التقدم بطلب لرفض اجراء تأجيل اقساط القروض.

كلام السيد المحافظ متناقض تماما مع ما صرح به في أول الأزمة عندما دعا البنوك في اجتماع مع مسؤوليها بتاريخ 14 افريل 2020 الى “ضرورة ضمان التطبيق الموحّد والشفاف لإجراءات دعم الأفراد المتعلق بتأجيل سداد أقساط القروض، التي تمّ الحصول عليها، عبر اعتماد طريقة موحدة من قبل كل البنوك والتعريف بها لدى العموم.

وشدد العباسي على ألا يتحوّل ذلك، في أي حال من الأحوال، إلى الترفيع من الأعباء الشهريّة والسداد أو إلى كلفة إضافية”. حسب بلاغ للبنك المركزي نشرته وسائل الاعلام انذاك

واضح جدا أن محافظ البنك المركزي يتحمل مسؤولية كبيرة على عملية “الخديعة” التي تعرض اليها المواطنون، لأنه لم يصدر منشورا يتضمن آليات تأجيل الاقساط كما طلب منه مرسوم رئيس الحكومة عدد 19 لسنة 2020، وترك فراغا مقصودا استغلته البنوك لتتوافق فيما بينها وتضغط على المواطنين في ظرف صحي ومادي صعب من أجل توفير أرباح اضافية تتضمن فوائض على الاقساط التي تم تأجيلها وغرامات تأخير وعمولات وعمليات اعادة هيكلة القروض.

محافظ البنك المركزي هو المسؤول الأول على تحول عملية تأجيل أقساط القروض من خطوة تضامنية لمساندة التونسيين ومساعدتهم على تجاوز محنة الكورونا وظرف الحجر الشامل، الى عملية للكسب والربح على حساب المواطنين بطريقة غير مشروعة ومخالفة لمبدأ التضامن.

مرصد رقابة الذي رفع شكاية ضد البنوك التي مارست هذا الاستغلال لدى مجلس المنافسة، يستعد لرفع شكاية ضد البنك المركزي، في انتظار تحرك رئاسة مجلس نواب الشعب ولجنة المالية بالمجلس للقيام بدورهم الرقابي دفاعا على المواطنين (بعد أن راسلناهم في الغرض).

 

اكتب تعليق

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

مرصد رقابة” منظمة وطنية تأسست منذ اكتوبر 2019 هدفها الأسمى ترسيخ ثقافة الرقابة المواطنية على مؤسسات الدولة والمساهمة في إستئصال ظاهرة الفساد عبر كل الآليات والوسائل القانونية وعبر تشجيع وتكريس الرقابة المواطنية من خلال اتاحة مجموعة من الاليات الضرورية لذلك للعموم ، على غرار النفاذ الى المعلومة والتبليغ على الفساد وعدة معلومات مفتوحة اخرى متعلقة بجميع مؤسسات ومنشئات الدولة وذلك بهدف تشجيع المواطنين على القيام بالتبليغ عن حالات الفساد والعمل على تطوير المنظومة القانونية والآليات العلمية المتعلقة بحماية المبلغين على الفساد. يهدف مرصد رقابة الى إعداد دراسات هيكلية ومؤسساتية وتشريعية لتطوير الحوكمة والشفافية وحسن التصرف في الادارة والمؤسسات والمنشآت العمومية، والتشبيك مع هيئات ومنظمات وطنية ،اقليمية ودولية فاعلة في مكافحة الفساد

روابط هامة

تواصل معنا

+216 90 575 000 / +216 71 783 099
Contact@raqabah.org

خريطة المرصد

جميع الحقوق محفوظة – مرصد رقابة © 2024