ضغوطات كبرى لفرض تعيين مدير عام للبنك الوطني الفلاحي

ضغوطات كبرى لفرض تعيين مدير عام للبنك الوطني الفلاحي والكرة في ميدان المشيشي لتطبيق القانون وفتح باب الترشحات

نعود من جديد لموضوع تعيين مدير عام جديد للبنك الوطني الفلاحي، بعد أن تصاعدت الضغوطات بشكل مستغرب على وزير المالية ورئيس الحكومة من أجل تثبيت المدير العام بالنيابة الحالي، رغم الكم الهائل من الشبهات المتعلقة به والتي ستتحول في الايام القادمة الى قضايا موثقة.

الضغوطات التي تأتي من قيادات نقابية ومن لوبيات رجال أعمال متمعشة من منظومة القروض دون ضمانات وغيرهم تريد أن تفرض أمرًا واقعا من أجل التستر على التجاوزات الخطيرة التي حصلت وتحصل في البنك ومن أجل تعطيل أي مسعى لاصلاح البنك وسد أبواب التنفع غير الشرعي منه على حساب المجموعة الوطنية عموما والمستثمرين في القطاع الفلاحي خصوصا.

ويبدو أن الحل الذي اقترحه رئيس الحكومة بتعيين الشخص المعني في منصب مهم خارج البنك لم يرض اللوبيات التي تتمسك به حصريا في نفس الموقع.

حملنا رئيس الحكومة قبل أيام مسؤوليته كاملة في أي تعيين على رأس البنك على أساس الولاء والمحسوبية والعلاقة بلوبيات المصلحة. واليوم نقدم له الحل الوحيد الذي يكفل له الخروج من وطأة الضغوطات، وهو نفس الحل الذي قدمناه لوزير المالية الأسبق رضا شلغوم في جوان 2019 عندما حصل شغور على رأس بنك الاسكان (انظر المرفق) : وهو تطبيق القانون وفتح باب الترشحات لمنصب المدير العام للبنك وفق لمقتضيات القانون عدد 48 لسنة 2016 المؤرخ في 11 جويلية 2016 والمتعلق بالبنوك والمؤسسات المالية. مع تحديد شروط الترشح والمهمة المحددة وآجال وآليات الفرز والاختيار. وتحميل أعضاء مجلس ادارة البنك المسؤولية القانونية والاخلاقية للاختيار.

رضا شلغوم خرج آنذاك من الحرج ومن التجاذبات الكبرى عبر اتخاذ هذه الآلية. خاصة وأنه شاهد المآل الكارثي لتعيين سياسي لوبياتي مصلحي فاشل لنائبة حزب النداء السيدة حياة الكبير في سبتمبر 2016 على رأس البنك الخارجي التونسي (انظر المرفق).

مرة أخرى: المشيشي أمام اختبار مهم إما تطبيق القانون واعتماد معايير الكفاءة والنزاهة وقواعد الشفافية والحوكمة والتناظر في تعيين المسؤولين عن البنوك العمومية أو الرضوخ لابتزاز الفاسدين وتأبيد سلوكيات التعيينات بالولاء والمحسوبية وتأبيد هيمنة أصحاب المصالح على تلك البنوك. ولكن ثمن هذا الخيار لن يكون فقط سياسيا وانما أيضا جزائيا في صورة الاصرار على التعيين المباشر لمن عليه شبهات سيثبتها القضاء. وليس في القانون حجة عنوانها : واقع تحت ضغط النقابة او أي جهة نافذة أخرى.

علما أن للبنك المركزي أيضا مسؤولية كبرى في الموضوع حيث ان الفصل 55 من القانون المذكور أعلاه يتيح له الاعتراض على تعيين المدير العام في صورة عدم توفر الشروط المحددة في الفصل 56 ومنها شروط النزاهة والسمعة والمؤهلات وغياب الموانع. وهو ما يجعله شريكا في أي خيار يحصل ايجابيا كان أو سلبيا.

 

اكتب تعليق

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

مرصد رقابة” منظمة وطنية تأسست منذ اكتوبر 2019 هدفها الأسمى ترسيخ ثقافة الرقابة المواطنية على مؤسسات الدولة والمساهمة في إستئصال ظاهرة الفساد عبر كل الآليات والوسائل القانونية وعبر تشجيع وتكريس الرقابة المواطنية من خلال اتاحة مجموعة من الاليات الضرورية لذلك للعموم ، على غرار النفاذ الى المعلومة والتبليغ على الفساد وعدة معلومات مفتوحة اخرى متعلقة بجميع مؤسسات ومنشئات الدولة وذلك بهدف تشجيع المواطنين على القيام بالتبليغ عن حالات الفساد والعمل على تطوير المنظومة القانونية والآليات العلمية المتعلقة بحماية المبلغين على الفساد. يهدف مرصد رقابة الى إعداد دراسات هيكلية ومؤسساتية وتشريعية لتطوير الحوكمة والشفافية وحسن التصرف في الادارة والمؤسسات والمنشآت العمومية، والتشبيك مع هيئات ومنظمات وطنية ،اقليمية ودولية فاعلة في مكافحة الفساد

روابط هامة

تواصل معنا

+216 90 575 000 / +216 71 783 099
Contact@raqabah.org

خريطة المرصد

جميع الحقوق محفوظة – مرصد رقابة © 2024