رئاسة الحكومة تعدل عن تنقيح الأمر المنظم للصفقات العمومية بعد تحركات مرصد رقابة الرافضة للتنقيح المذكور

تلقينا مراسلة من رئاسة الحكومة عن طريق هيئة النفاذ إلى المعلومة تؤكد أن رئاسة الحكومة عدلت عن التنقيحات التي تمت المصادقة عليها في آخر اجتماع لمجلس الوزراء لحكومة المشيشي والمتعلقة بالأمر المنظم للصفقات العمومية عدد 1039 لسنة 2014. وجاء رد رئاسة الحكومة بعد أن تقدم مرصد رقابة بشكاية للهيئة بسبب عدم الاستجابة لطلب نفاذ وجهناه الى القصبة يوم 24 جويلية الماضي بخصوص الاجراءات التي لم تحترمها الحكومة في انجاز التنقيح المذكور.

ويأتي قرار العدول عن التنقيحات بعد أن كان المرصد قد أرسل عدلا منفذا إلى رئاسة الحكومة يوم 8 جويلية الماضي قبيل انعقاد مجلس الوزراء، “للتتبيه على رئيس الحكومة بسحب مشروع الأمر الحكومي المزمع إصداره من جدول الأعمال إلى حين استيفاء الاجراءات القانونية والاستشارات المستوجبة بشأنه مع ضرورة تكليف أطراف محايدة عن الهيئة العليا للطلب العمومي وعن القصبة لتقييم محتوى هذه التعديلات وجدواها وارتباطها الفعلي بحوكمة الصفقات العمومية”.

وكان اعتراض المرصد على التنقيح المذكور بسبب خروقات قانونية جوهرية ومضامين خطيرة وخلفيات مشبوهة للتغييرات المدرجة في مشروع الامر الجديد الذي اريد تمريره بالقوة والاستعجال استباقا لسقوط الحكومة السابقة. وقلنا أن التنقيحات تعكس توجهات خطيرة في مجال حوكمة الصفقات العمومية، وتشكّل انتكاسة حقيقية فيما يتعلق باستحقاقات الشفافية والحوكمة والرقابة على المال العام، وكذا الأمر مع مبدأي المنافسة وحريّة المشاركة في الطلب العمومي، وهي استحقاقات دستورية أولا، وتعهدات دولية ثانيا.

قرار الحكومة الحالية سحب التنقيحات المذكورة خطوة في الاتجاه الصحيح. وللأمانة تمت دعوة المرصد قبل اسبوعين من طرف الهيئة العليا للطلب العمومي للمشاركة في استشارة بخصوص التنقيحات المقترحة للامر المنظم للصفقات العمومية. ولكن تلك الخطوات تظل منقوصة مادامت الحكومة تتهرب من استحقاق إرساء وتفعيل “المجلس الوطني للطلب العمومي“ الذي يتولى، حسب مقتضيات الفصل 144 من الأمر المنظم للصفقات “دراسة التعديلات والتحسينات الضرورية للإطار التشريعي والترتيبي للصفقات العمومية بالتنسيق مع الهيئة العليا للطلب العمومي بالاعتماد على المعطيات المقدمة من قبل المرصد الوطني للصفقات العمومية وهيئة متابعة ومراجعة الصفقات العمومية وتقديم مقترحات في هذا الصدد لرئاسة الجمهورية ولرئاسة الحكومة وللمجلس التشريعي وذلك قصد إضفاء مزيد من الشفافية والجدوى وإرساء منظومة شراء مستدامة“.

اكتب تعليق

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي

القائمة البريدية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

مرصد رقابة” منظمة وطنية تأسست منذ اكتوبر 2019 هدفها الأسمى ترسيخ ثقافة الرقابة المواطنية على مؤسسات الدولة والمساهمة في إستئصال ظاهرة الفساد عبر كل الآليات والوسائل القانونية وعبر تشجيع وتكريس الرقابة المواطنية من خلال اتاحة مجموعة من الاليات الضرورية لذلك للعموم ، على غرار النفاذ الى المعلومة والتبليغ على الفساد وعدة معلومات مفتوحة اخرى متعلقة بجميع مؤسسات ومنشئات الدولة وذلك بهدف تشجيع المواطنين على القيام بالتبليغ عن حالات الفساد والعمل على تطوير المنظومة القانونية والآليات العلمية المتعلقة بحماية المبلغين على الفساد. يهدف مرصد رقابة الى إعداد دراسات هيكلية ومؤسساتية وتشريعية لتطوير الحوكمة والشفافية وحسن التصرف في الادارة والمؤسسات والمنشآت العمومية، والتشبيك مع هيئات ومنظمات وطنية ،اقليمية ودولية فاعلة في مكافحة الفساد

روابط هامة

تواصل معنا

+216 90 575 000 / +216 71 783 099
Contact@raqabah.org

خريطة المرصد

جميع الحقوق محفوظة – مرصد رقابة © 2024