حملة شعواء يتعرض اليها قطاع القضاء هذه الأيام صباحا مساء ويوم الأحد ..
القضاء أصبح الشماعة التي يعلق عليها الفاشلون فشلهم والمعربدون المستهترون بالقانون ورطتهم والمغامرون اخفاقاتهم والأيادي المرتعشة عجزهم عن القيام بواجبهم ..
القضاء فيه فاسدون مثل أي قطاع وفيه أشخاص لديهم مصالح وولاءات ولكن فيه مواطنون صالحون مستقلون يقومون بعملهم ويتحدون المافيا المالية-السياسية ويقاومون تيار الرداءة والانتهازية الموجود في المجتمع والموجود في صفوفهم وهياكلهم .. ونجزم أنهم الأغلبية وأن مسار التاريخ لصالحهم لا لصالح قضاة التعليمات وقضاة منظومة المصالح الذين بدأ عددهم ونفوذهم في تقلص ..
القول بأن القضاء فاسد هو كالقول بأن المجتمع فاسد .. ورمي الكرة على القضاء في المطلق دون الجرأة على تسميات الأمور بمسمياتها وتحميل المسؤوليات هو كرمي الكرة على الدولة تهربا من تسمية المسؤولين المعنيين ..
عار أن يتهم زعيم نقابي “القضاء” كل القضاء بأنه مسيس وغير مستقل لا لشيء الا لأنه فشل فشلا ذريعا في التأثير على ارادة قاضي حر وعجز عن تغيير حكم قضائي يدين مجموعة من الباندية تورطوا في جريمة ..
عيب أن يرمي مسؤول في هيئة أو جمعية القضاء كل القضاء بالتهم والاراجيف بالانتقائية وعدم التفاعل مع شكاويهم لا لشيء الا لأنه عجز على مد القضاء بملفات موثقة ومكتملة ومدعمة بحجج دقيقة ..
من يهاجم القضاء كل القضاء استنقاصا وانتقاما وتكتيكا للتشكيك في أحكامه ومن يفعل ذلك حماسة وغيظا وحرصا على العدالة المهدورة يستويان في خطأ استراتيجي فادح وهو استهداف قطاع بأكمله ودفعه بالضرورة الى سلوك التضامن القطاعي (الكوربوراتيزم) الذي يفيد الأقلية الفاسدة في القطاع ويحميهم ضمن الالتفاف الطبيعي لجسم يريد حماية نفسه من عدوان خارجي ..
اصلاح القضاء وتخليصه من هيمنة بعض الافراد المتنفذين فيه يمر حتما عبر تثمين تيار الاستقلالية داخل هذا القطاع الذي يتمدد بسرعة ويفتك المواقع .. واستهداف رموز الفساد بالحق لا بالباطل .. مثلا عبر طرح مبدأ من أين لك هذا لا برمي الاتهامات الباطلة ..
القضاء بصدد القيام بثورته الهادئة بنسقه الذاتي. ومساعدة ذلك المسار تكون بالنقد البناء والدعم بالوسائل والامكانيات لتطوير المرفق القضائي، ولكن أيضا بفضح الفاسدين الذين يحاولون عرقلة مسار الأغلبية نحو الاستقلالية وفرض سلطة القانون .. لا بالانسياق وراء الحملات المغرضة ..
31